تسويق المؤثرين (2)

 

أنواع المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي:

على الرغم من أن ممارسة تسويق المؤثرين تعتبر ظاهرة حديثة نسبياً، إلا أنها تتطور بشكل متسارع ومتواصل. حيث يضم الإنترنت مجموعة من المواقع الإلكترونية المهتمة بممارسة تسويق المؤثرين والتي تقدم مجموعة من الخدمات للمؤثرين، تسهل عملية الاتفاق بين العميل والمؤثر، وتوفر قاعدة بيانات ضخمة بعدد المؤثرين وفئاتهم. على سبيل المثال/ تحتوي قاعدة بيانات منصة Upfluence على 1.2 مليون مؤثر وقد تم تصنيفهم في 250 فئة. في حين تضم قاعد بيانات موقعي Captiv8 وMavrck على أكثر من مليوني مؤثر. تشير التقارير بأن هناك قرابة 5 الأف مؤثر في المملكة العربية السعودية، منهم 750 صانع محتوى نشط على مختلف وسائل التواصل. 

غالبًا ما يرتبط المؤثر بجيل الألفية في فئات مثل الملابس، مستحضرات التجميل والسياحة، لكن يوجد مجموعات واسعة من الأعمار وفئات المنتجات. المثير للدهشة أن ممارسة تسويق المؤثرين تضم أيضا مجموعة من الحيوانات الأليفة التي كسبت شهرة عالية على منصات التواصل، مثل/ Loki the Wolfdog (Loki)، حيث يبلغ عدد متابعيه على منصة الإنستقرام 2 مليون.  بالإضافة إلى حسابات المؤثرين التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل/ ليل مكيلا (lilmiquela)، حيث يبلغ عدد متابعيها على منصة الإنستقرام 2.7 مليون.

 ربما يكون العنصر الأكثر إثارة وديناميكية لممارسة تسويق المؤثرين هو النطاق الواسع للمهارات والمواهب المتاحة. يختلف المؤثرين بشكل كبير من حيث شخصياتهم واهتماماتهم، قاعدة المتابعين، معدلات المشاركة، تكلفة الإعلان، ومجموعة المهارات التي تشكل المنتج الرئيس للمؤثر والذي من خلاله يجذب اهتمام العلامات التجارية. نظرا لهذه الاختلافات، فقد اعتمدت على مجموعة متنوعة من المصادر لتقديم تصور بأنواع المؤثرين لا يستند فقط على أعداد المتابعين ولكن أيضًا على أصالة المحتوى، إمكانية الوصول، الخبرة، ورأس المال الثقافي. 

1.    المؤثر المشهور:

المؤثر المشهور هو ذلك الفرد الذي يتمتع بشهرة واسعة خارج وسائل التواصل الاجتماعي، وتتعاون معه العلامات التجارية بسبب حجم متابعيه الكبير. غالبًا ما يكون لدى هؤلاء المؤثرين أكثر من مليون متابع ويحظون بصفقات تعاون مع علامات تجارية مشهورة. يميل المؤثر المشهور إلى العمل مع العلامات التجارية ذات العلاقة بمهنته، ويتيح له رأس المال الثقافي الذي يتمتع به في المجتمع الحصول على مبالغ ضخمة. على الرغم من أن الدراسات العلمية والتقارير تشير إلى أن معدلات المشاركة والتفاعل في حسابات المؤثرين المشاهير منخفضة نسبيًا مقارنة بالفئات الأخرى، إلا أنهم يتقاضون مبالغ ضخمة قد تصل إلى أكثر من 250 ألف دولار (أي ما يعادل 937 ألف ريال) على كل إعلان.

2.    المؤثر النجم:

مستخدم نشط لمنصات التواصل استطاع أن يبني علامته التجارية الخاصة من خلال محتواه المستمر والجذاب، فأخذ يشاهد نموًا هائلاً في عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي. على الرغم من أن بعضهم يحظون بحجم متابعة وشهرة كبيرة، إلا أنهم يفتقرون إلى المكانة التي يتمتع به المشاهير قبل أن يصبحوا مؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى أنهم عادة ما يكونون مجهولي الهوية نسبيًا خارج مجموعات المتابعين. ومع ذلك، فإن جماهيرهم الكبيرة تمكنهم من المطالبة بمبلغ 50 ألف دولار على كل إعلان. على عكس المؤثر المشهور، غالبًا ما يربط المؤثر النجم شخصيته ويومياته بشكل مباشر مع شراكات مدفوعة الأجر.

3.    المؤثر الخبير:

المؤثر الخبير هو ذلك المستخدم الذي لم يكتسب شهرة كبيرة بعد على وسائل التواصل، لكن يحقق معدلات مشاركة وتفاعل عالية ويتراوح عدد متابعيه بين 100 ألف ومليون متابع. بفضل معدلات التفاعل العالية، يجذب المؤثر الخبير الشركات الراغبة في رفع حجم الوعي بها أو بمنتجاتها. يصل دخل المؤثر الخبير إلى أكثر من مليون دولار سنويًا، حيث يتقاضى تقريباً 5 ألاف دولار على كل إعلان. يسيطر المؤثرين في هذه الفئة على مجالات محددة ومتخصصة كالسفر، الطعام والموسيقي، وغالبًا ما يطمح جمهورهم إلى أن يكونوا مثلهم.

4.    المؤثر الصغير:

يميل المؤثر الصغير إلى المهنية في التعامل مع المحتوى الذي يقدمه في منصات التواصل، نظراً لكونه يمثل مصدر دخل أساسي. يغلب على جمهوره الانتماء إلى منطقة جغرافية محددة، ويأتي معظم دخله من برامج التسويق بالعمولة أو الشراكات العرضية مع العلامات التجارية كبرنامج Amazon Influencer. المؤثر في هذه الفئة غالبًا ما يحظى بمرونة عالية في تعاونه مع العلامات التجارية، حيث يمكنه ان يتعاون مع شركات متعددة ومتنوعة. يتراوح عدد متابعيه بين 10 ألاف و100 ألف متابع، وعادة ما يعتمد على مقاطع الفيديو في محتواه على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تمكنه من التواصل مع متابعيه وتعزيز مصداقيته. تشير الدراسات إلى أن المؤثر الصغير قادر على التأثير في نسبة المبيعات بشكل ملحوظ، لأن العديد من المتابعين يشعرون بأن توصياته أكثر واقعية من تلك التي يقدمها المؤثر المشهور. لهذا السبب، تعمل الشركات بشكل متزايد مع المؤثر الصغير، نظرا لما يحظى به من مصداقية واصالة في محتواه، وغالبًا ما يكون أكثر دراية ووعي بحاجات واهتمامات متابعيه.

5.    المؤثر المبتدئ:

المؤثر المبتدئ شخص في بداية حياته المهنية، ومتابعيه هم في الغالب أصدقاء ومعارف وآخرين يعيشون بالقرب منه. المؤثر في هذه الفئة بدأ للتو في تنمية قاعدته الجماهيرية ولديه أقل من 10 ألاف متابع. نظراً لكونه يفتقد للخبرة والمعرفة في هذا المجال، فإنه أكثر انفتاحًا على الشراكات، والتعاون غير المدفوع، والعينات المجانية للمنتجات مقابل فرص التواصل وزيادة الظهور على وسائل التواصل. يميل المؤثر المبتدئ إلى أن يكون أكثر المؤثرين استباقية، من حيث التواصل مع العلامات التجارية للاستفسار عن امكانية التعاون بدلاً من الانتظار.

...