صناعة المعنى


في ظل الكم الهائل والمتزايد من المنتجات المعروضة في السوق، لم يعد عامل الجودة هو المحك أوالعنصر الأساسي في اقناع المستهلك وهيمنة المنتج على الحصة الأكبر في السوق. حيث بات المستهلك في قراراته الشرائية يبحث لا شعورياً عما يشبع رغبته في التميز والاختلاف، بالإضافة إلى ما يٌثبت أو يعزز انتمائه لشريحة اجتماعية معينة. هنا يكمن دور رجل أو سيدة الاتصال التسويقي في صناعة المعنى للمنتج والقيمة الاجتماعية المصاحبة له.

في عام 1813 أصدرت الأميرة ماريان في بروسيا نظاماً يلزم الأغنياء من النساء التبرع بجميع مقتنياتهم من الذهب لدعم وتمويل الحرب ضد فرنسا، في المقابل يتم منحهم قلائد من الحديد مختوم عليها عبارة " أعطيت الذهب مقابل الحديد". مما جعل اقتناء ولبس قلائد الحديد في المناسبات الاجتماعية بعد ذلك يعطي دلالة وقيمة معنوية أفضل من الذهب نفسه. حيث ارتداء الذهب يعكس القدرة المالية، في حين لبس قلائد الحديد يثبت للمجتمع ليس الغناء فحسب بل يعبر عن معاني أكثر قيمة كالكرم، النبل والوطنية. 

لذلك صناعة المعنى وتجربة المستهلك هي بمثابة صناعة المنتج نفسه، حيث يصعب على المنتج أن يقف صامداً في ظل المنافسة الشرسة دون تقديمه لميزة تنافسية تتناسب مع فئة المنتج ونوع الجمهور المستهدف وتحظى بدلالة رمزية وقيمة معنوية لدى المجتمع.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مستقبل علم الاتصال التسويقي

بناء قصة العلامة التجارية

الأشكال الحديثة للأدوات الترويجية