تحفيز عضلة الإرادة

يقال عن الشخص الطموح الذي لا يخشى الفشل ولا يؤمن بكلمة مستحيل "قوي الإرادة"، وعند سعيك لتحقيق طموح يعانق عنان السماء يقال لك: يتطلب منك قوة إرادة. الكثير منا واعي ومقتنع بأهمية الإرادة القوية ولكن القليل يعرف بأن الإرادة يمكن تقويتها. من خلال قراءتي لعدد من الدراسات العلمية والتي بحثت ثم كشفت عن مفاهيم ونصائح تساعد على تحفيز وتقوية الإرادة، لفت انتباهي أن جُل الدراسات اتفقت على نقطة مهمة جداً وهي أن الإرادة تشبه عضلات الجسم ولفهم ذلك واستيعابه بشكل جيد تأمل معي الحالة التالية:

في رياضة كمال الأجسام يسعى كل شخص جاد إلى توفير بيئة صحية مناسبة تساعده على تحقيق هدفه. فتجده يتناول الغذاء الصحي في توقيت محدد وبكميات وأصناف محدودة، ينام في الأوقات المثالية من اليوم، يبحث عن صداقات نوعية تدعمه وتشاركه نفس الطموح، يختار التمارين بشكل احترافي ومثالي من حيث الكيف والكم فلا قليل يفقده حماسه ولا كثير يصيبه بالملل ويعرضه للإصابة. ثم بعد ذلك تجد تباين ملحوظ بين الأشخاص من حيث الهدف والنتيجة، والسبب في تفاوت النتيجة يعود في الغالب إلى عاملين هامين هما:

 1- الاستمرارية وتتطلب الصبر. 

2- مكافأة الذات ومنها تتجدد شعلة النشاط والحماس.

لذا إذا أردت أن تقوي إرادتك، وفر لها البيئة، التوقيت والهدف المناسب، ثم تحلى بالصبر الذي يقودك إلى هدفك، وتذكر قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) ليتجدد عندك الأمل.  ولا تنسى أن تكافئ نفسك بين حين وآخر حتى لا تتمزق عضلة إرادتك.

بعض المصادر حول الموضوع للفائدة:

Baumeister, R. (2012). Self-control—The moral muscle. The Psychologist, 25(2), 112-115.

Hung, I., & Labroo, A. (2011). From Firm Muscles to Firm Willpower: Understanding the Role of Embodied Cognition in Self-Regulation. Journal Of Consumer Research, 37(6), 1046-1064. doi: 10.1086/657240

Loewenstein, G. (2000). Willpower: A Decision-Theorist's Perspective. Law And Philosophy, 19(1), 51. doi: 10.2307/3505174

Ozdenoren, E., Salant, S., & Silverman, D. (2011). WILLPOWER AND THE OPTIMAL CONTROL OF VISCERAL URGES. Journal Of The European Economic Association, 10(2), 342-368. doi: 10.1111/j.1542-4774.2010.01050.x